• مفهوم الشخص

    مفهوم الشخص               

       د. أحمد الفراك 

     


     

    ---------------

    مقدمة

    يتميز الوضع البشري بالتعقيد والغموض والتداخل، فالإنسان الفرد يحمل معه وعيه بذاته ككيان متفرد له خصائصه النفسية والوجدانية والاجتماعية، وتُنسب له مسؤولية أفعاله الصادرة عنه، كما أنه يأخذ قيمة خاصة عندما يُنظر إليه كذات واعية، حرة ومسؤولة لها كرامة تميزها عن جميع الموجودات الأخرى، تعي ذاتها وتعتز بقيمتها الأخلاقية، لكنها لا تلغي كونها حبيسة جملة من القيود الموضوعية التي يفرضها العالم الخارجي بلا هوادة. من هنا ينبع الإشكال المركزي التالي: هل الشخص مُعطى ذاتي أم مُعطى موضوعي؟ ومن هذا الإشكال تُطرح التساؤلات الآتية: كيف تتحدد هوية الشخص؟ ومم يستمد قيمته؟ وهل الشخص حر في بناء شخصيته أم أنه خاضع لمختلف الضرورات الخارجة عن إرادته؟ 

    المحور الأول: الشخص والهُوية

    1- موقف ديكارت: التصور الماهوي للهوية الشخصية (الفكر) 

    يرى ديكارت من خلَال فكرة "الكوجيطو" (الأنا أفكر) أن الهوية مسألة ذاتية تتعلق بالذات المفكرة، فهو يتساءل في تأملاته: قائلا: أي شيء أنا؟ ليجيب بأن حقيقة الذات تتمثل في كونها "شيء مفكر"، وهذا الشيء المفكر هو الشرط الضروري للوجود،  فالفكر وليس الجسم هو الذي يُحدِّد بشكل جوهري وأساسي هوية الشخص. إذ إن الذات تدرك هويتها إدراكا مباشرا بفعل التفكير الذي تُنجزه في لحظة الشك مادامت واعية بطبيعتها المفكرة التي تقابل عند ديكارت طبيعة الامتداد المميزة للجسم، والفكر هو مجموعة من الأفعال التي تشمل كُلًّا من "الشك" و"الفهم" و"الإثبات" و"النفي" و"الإرادة" و"التخيل" و"الإحساس" أيضا، وهي تُلَازِم طبيعة "الذات" وتُحدِّد ماهيتها وتميزها عن غيرها. فوراء هذه الأفعال جوهر قائم بذاته يصمد أمام عملية الشك وهو (الذات المفكرة). وبفضل خاصية "الفكر" تُعَدُّ "الذات" واعيةً تُدرِك نفسها بوصفها كيان متميز ومصدر للفعل تجاه العالم، وهكذا، فإن ديكارت يؤكد أهمية "الأنا" كمُعطى أوَّلي وكُلي في تحديد "هوية الشخص"، وذلك بما هي قُدرة على التفكير بشكل حر ومستقل. 

     2- موقف جون لوك: هُوية الشخص في وعيه وذاكرته (الوعي)

    يُعرف جون لوك الشخص: "كائن مفكر عاقل قادر على التعقل والتأمل وعلى الرجوع إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها، وأنها هي نفس الشيء الذي يفكر في أزمنة وأمكنة مختلفة"، ويرى أن ما يجعل الشخص "هو نفسه" (هو هو) وإن اختلفت الظروف، هو ذلك الوعي أو المعرفة التي تصاحب جميع أفكاره وأفعاله وحالاته الشعورية الخاصة؛ من تذوق وسمع وإحساس وإرادة، من حيث لا ينفصل فعل الوعي عن فعل التفكير، وهذا الاقتران هو ما يحدد وحدة الشخص وتميزه عن غيره، فلا يمكن للكائن المفكر أن يُدرك دون أن يعرف أنه هو نفسه الذي يدرك، وبالتالي فـ "الهوية الشخصية" ناتجةٌ عن أفعال التفكير والإحساس في تكرارها وتَعَوُّدها، تضاف إليها الذاكرة التي تربط الخِبرات الشعورية الماضية بالخِبرة الحالية، مما يعطي لهذا الوعي استمرارية في الزمان. وباختصار فالهوية الشخصية تكمن في فعل الوعي، وعندما يتعلق الأمر بالماضي يصبح الوعي ذاكرة كما أن الهوية لا تقوم في أي جوهر مادي كان أو عقلي، ولا تستمر إلا مادام هذا الوعي مستمرا. 

    3- موقف سيجموند فرويد: هُوية الشخص لاشُعورية (اللاوعي) 

    على عكس الموقف السابق ليس الوعي الذي يدافع عنه ديكارت وجون لوك سوى الجزء السطحي من الشخصية، هذه الأخيرة التي هي عبارة عن بنية مركبة نشيطة تتشكل من ثلاثة عناصر متصارعة على نحوٍ مستمر، هي العنصر الشهواني (الهو: مجموع الرغبات والغرائز)، والعنصر العقلاني (الأنا: العنصر المسؤول عن التوفيق والتوازن)، والعنصر الأخلاقي (الأنا الأعلى: عنصر الرقابة الأخلاقية والقانونية والسياسية)، وطبيعة الصراع تتحدد بصورة لا شعورية، لا يعيها الشخص ولا يملك القدرة على التحكم فيها، إنه عاجز تماما عن  الوعي بهويته وتكوين شخصيته. فاللاشعور هو الجانب الأوسع والأعمق في شخصياتنا وهو المسؤول عن جميع اختياراتنا ومواقفنا وسلوكاتنا، حيث يتواصل أثره وتحكُّمه فينا ليلا ونهارا، نوما ويقظة.

    بهذا يكون التحليل النفسي قد تجاوز التصور الماهوي الثابت لهوية الشخص إلى تصور سيكولوجي يرهن الهوية باللاشعور.

    4- موقف جي روشي: التنشئة الاجتماعية

          يرى جي روشي (Guy Rocher) أن الفرد محتاج بشكل كبير إلى المجتمع لاكتساب صفاتٍ لا يمكنه بدونها أن يمارس حياته بوصفه كائنا اجتماعيا، وبسبب هذا الاحتياج فإن الفرد يخضع لما يسمى بحتمية التنشئة الاجتماعية بوصفها عملية تطورية بواسطتها يقوم الشخص طوال حياته بتعلُّم واستبطان كيفيات الإحساس والتفكير والسلوك، واكتساب المعطيات الاجتماعية والثقافية لمحيطه لكي يدمجها في بنية شخصيته حتى يتكيف مع الوسط الذي يعيش فيه. فعمليات التنشئة تُدمج الفرد في مؤسسات المجتمع لتتشكل هويته النفسية والاجتماعية والمزاجية عبر آليات: التكيُّف والتقمص والاكتساب والتوافق، حتى يصير "الأنا" قطعة من "النحن"، وهو ما يُسهل اندماجه مع باقي الأفراد داخل المجموع وتقمُّصه للأدوار المحددة سلفاً، فيعبر عن النمط الثقافي للجماعة، بل يتبنى ويدافع عن نفس القيم والمعايير والمثُل السائدة فيها. ولا تقف التنشئة الاجتماعية عند حد هذا التطبيع السلوكي وإنما تتجاوزه إلى ما يسمى بـ"القولبة الذهنية" أي شحن ذهن الفرد وعاطفته "بمقولات عقلية وتمثلات وصور ومعارف وأفكار مُسبقة وقوالب جاهزة ، وباختصار طرق للتفكير لا يمكن للذكاء بدونا أن يتبلور وينمو وينتج". فيستدمج الفرد ثقافة مجتمعه حتى  تصير الأساليب التي لُقنت له وفرضت عليه، عفويةً يتبناها هو نفسه وكأنها صادرة عن إرادته الحرة. وفي نفس الوقت هذا هو ما يضمن وحدة المجتمع ويجنبه التفكك والانقسام.  

     

    المحور الثاني: قيمة الشخص

     1- موقف إيمانويل مونييه: الشخص ذات وليس أداة  

               يرى أنصار المذهب الشخصاني أن الشخص ليس موضوعا مثل باقي الموضوعات الخارجية وإنما هو كينونة نفسية متفردة تتميز بالوعي والإرادة، إذ يستحيل تعريف الشخص أو النفاذ إلى عمق ذاته، يقول مونيي: "إن الشخص ليس موضوعا، بل هو بالذات ما لا يمكن في أي إنسان أن يُعامل بوصفه موضوعا"، أي أن كل شيء من أشياء العالم الخارجي يمكن تعريفه والإحاطة به إلا أن يكون شخصًا، لأن الشخص يتمنَع عن المعرفة مهما حصلنا إزاءه من معلومات حول مِزاجه وهيئته وأعراضه، إنه يحتفظ بذاتيته دون إدراك الغير، وهذا الأخير لا يستطيع معرفة "الأنا" كما هوَ، ولا أن يُعبِّر عنه في كُلِّيته ولا أن يتفهمه في حقيقته. أو بعبارة موجزة: قد نعرف عن الشخص لكننا لا نستطيع معرفة الشخص، ذلك أن ثروة  الشخص لا نهائية. فلا شيء مما يعبر عنها يستنفِدها ولا شيء مما يشرطها يستعبدها...إن الشخص نشاطُ حركةِ شَخْصَنةٍ مناهضة لكل التحديدات.

    2- موقف إيمانويل كانط: الشخص غاية في ذاته (فطرية) 

    تنقسم الموجودات في الكون إلى قسمين: قسم الموجودات العاقلة، وقسم الموجودات غير العاقلة، فالموجودات العاقلة وحدها تنفرد بقيمة مطلقة وتستحق أن تُسمى أشخاصا لأنها تمتلك العقل، بينما باقي الموجودات فليست لها سوى قيمة استعمالية نسبية مادامت تفتقر إلى العقل، وتسمى: أشياءً، الأولى تنفرد بوضع اعتباري متعالي ومقدس لا يقبل الاستغلال أو الاستبدال من أجل مصلحة ما كيفما كانت، والثانية تُوضع بطبيعتها وسيلة من أجل خِدمة الإنسان الذي هو غاية في ذاته يستحق التقدير والاحترام لكرامته الآدمية وليس لامتلاكه الأشياء. يقول كانط: "تصرَّف دائما بطريقة تُعامل بمقتضاها الإنسانية في شخصِك، كما في شخصِ غيرك، باعتبارها غاية وليس أبدا باعتبارها وسيلة". إن الشخص غاية في ذاته منذ ولادته إلى وفاته، وليس موضوعا أو وسيلة تخضع للاستعمال ثم تنتهي صلاحيتها. لذلك فقيمة الإنسان لا تُقدر بثمن ولا تقبل التوظيف من أجل مصلحة إرادة أخرى، بل يجب عليه أن يعي الخاصية السامية لتكوينه الأخلاقي فيحترم الإنسانية في شخصه ويفرض احترامها على الجميع.

    3- موقف فريدريك هيجل: قيمة الشخص في أدائه للواجب (مكتسبة)

     على خلاف الموقف الأخلاقي لإيمانويل كانط يرى هيجل أن قيمة الشخص لا تولد معه ولا يصنعها بإرادته، وإنما يكتسبها فيما بعد من خلال امتثاله لروح الجماعة التي ينتمي لها مستمدة من أدائه للواجب القانوني والأخلاقي الذي تحدده تشريعات المجتمع. فالتصرفات الصالحة هي التي تكون موافقة للقانون المجتمعي، والتصرفات الشائنة هي المنافية له. لذلك على الشخص أن ينفتح على الجماعة وأن يمتثل للواجب الذي تلزمه به، إذ المجتمع يتكون من مجموعة مراتب شبيهة بنظام الطبقات الاجتماعية، وبحسب كل مرتبة يتحدد للفرد الواجب الذي ينبغي القيام به، يقول هيجل: "المرتبة التي يشغلها فرد ما تحدد واجباته"، فتتحدد قيمة الفرد الأخلاقية بحسب أدائه لواجبه من خلال المرتبة التي ينظمها المجتمع. وبالتالي فهي قيمة مكتسبة ونسبية ومتغيرة.

    المحور الثالث : الشخص بين الحتمية والحرية

    هل الشخص حرٌّ في تفكيره وسلوكه أم أنه خاضع لحتميات موضوعية تلغي حريته؟

     1- موقف باروخ اسبينوزا: لا حرية للشخص 

    انسجاما مع التصور الموضوعي الذي يعتبر الشخص مجرد انعكاس ونتيجة لإكراهات وضغوط موضوعية متنوعة: بيولوجية، اجتماعية، وراثية، ثقافية، اقتصادية وسياسية، يرى باروخ اسبينوزا أن الشخص ليس ذاتا حرة، بل هو نتاج ضرورات وحتميات خارجية، حيث شَبَّه دعوى حرية الإنسان بدعوى حرية حَجرة متدحرجة نتيجة دفعة من خارج، أي بسبب قوة خارجية مُحرِّكة وليس اختيارا مِن ذاتها. وفعل الحركة لا يصح أن ننسبه للحجرة وإنما ينبغي أن ننسبه للسبب الخارجي، وبناء على افتراض وعي الحجرة بحركتها وبذلها للجهد كي تستمر في هذه الحركة تظن وتتوهم أنها حرة وأنها تتحرك من تلقاء ذاتها. كذلك الذين يتبجحون بامتلاك الحرية لمجرد أنهم واعون بشهواتهم فهم – حسب اسبينوزا- يجهلون الأسباب الخارجية التي تحددهم حتميا. وإلا هل يُقبل أن نعتبر الطفل الذي يبكي طلبا للحليب حرا في اشتهائه أو الجبان الذي يهرب من المواجهة حرا في فراره؟ ولماذا غالبا ما نعرف الأحسن ونقترف الأسوأ؟ إن الحرية مجرد وهمٍ وادعاء.

     2- موقف العلوم الانسانية: تدويب الإنسان في حتميات تتجاوز وعيه وتلغي حريته 

    بانفصالها عن الفلسفة خلال النصف الثاني من القرن 19 توجهت العلوم الإنسانية إلى دراسة الإنسان فجعلت منه موضوعا للمعرفة بعدما كان ذاتا عارفة، وفضحت ضُعفه لما اكتشفت أنه مجرد صورة منعكسة عن المحددات الموضوعية المحيطة به، فهو عند علماء السوسيولوجيا (جي روشيه) جزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه، أي أنه نتيجة حتمية لعمليات التنشئة الاجتماعية التي تُلقنه كيفية الإحساس والتفكير والتصرف وتُدمجه في مؤسسات المجتمع لتتشكل هويته النفسية والاجتماعية والمزاجية عبر آليات: التكيُّف والتقمص والاكتساب والقولبة الذهنية، حتى يصير الأنا قطعة من "النحن"، وهو عند علماء الاقتصاد (على الأقل في التصور الماركسي) جزء من البنية المادية للمجتمع تصنعه الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وإذا فكر أو عبَّر فإنما يفكر ويعبر انطلاقا من واقعه الذي يعيش فيه، وهكذا باقي فروع العلوم الإنسانية (اللغة، علم النفس، البيولوجيا، التاريخ...) حتى أضحى الإنسان شبحاً بلا معنى، وآلة تُشحن وتُستعمل، فانمحت هيبته وكأنه كان مرسوما من الرمال (حسب تعبير ميشيل فوكو)، وظهرت أصوات تعبر عن هذا الذوبان والاختفاء بمثل عبارة "موت الإنسان" التي تلخص فقدانه لتلك الهالة من التحرر التي كان يَدَّعيها ويزعُمها لما قيل عنه "الإنسان مقياس كل شيء" قبل أن تُنتزع منه ويفقد سمعته.

     

       3- موقف جان بول سارتر: الإنسان محكوم عليه بالحرية

    على خلاف المواقف السابقة يؤكد سارتر أن الإنسان كائن يصنع ذاته بذاته، يعيش بذاته ولذاته، ذاتٌ حرة ومنفتحة على إمكانيات لا نهائية، لأن هويته لا تتحدد بشكل مسبق وإنما بالمشروع الذي يختاره هو لنفسه ويعيشه بكيفية ذاتية في المستقبل، حيث يوجد أولا ثم يكون إنسانا فيما بعد بواسطة الأنشطة التي يمارسها مادام وجوده سابق لماهيته، فيختار مثلا بمحض إرادته الانتساب إلى أحد الأحزاب أو تأليف كتاب أو الزواج، إنه الكائن الوحيد الذي يتميز بالتعالي على وضعيته الأصلية وهو مسئول مسؤولية كاملة عما هو كائن، إذ بواسطة الفعل والحركة يستطيع أن يختار ماهيته بنفسه فيصنع الرجل الذي يريده، وبالتالي مشروعه الذي يريد، يقول سارتر: "الإنسان مشروعٌ لا يوجد في سماء المشروعات مشروع مثله". لهذا انتقد المنهج الذي يختزل الإنسان في بُعد واحد مطلق، لأنه  يغفل  أبعاد حقيقية أخرى تحدد ماهيته، ويدافع سارتر عن حرية الإنسان لكونها تشكل جوهر وجوده وأساس الغايات من هذا الوجود، وبناء على حريته يتحمل مسؤولية أفعاله، يقول سارتر "إن البطل هو الذي يصنع من نفسه بطلا، والجبان هو الذي يصنع من نفسه جبانا"، وهذا لا يعني غياب الضرورات الموضوعية كُلية وإنما يعني أن الإنسان يحتفظ بالقدرة على التجاوز لوضعه وصناعة الذات وإثبات الحرية مهما كانت الظروف والإكراهات، أو بعبارته المختزلة لموقفه: "الإنسان محكوم عليه بالحرية".

    4- موقف محمد بن رشد : الحرية في مواتاة الأسباب الداخلية والخارجية

     

           ردا على التصورين المتناقضين بين القول بالحرية (القدَرية) والقول بالحتمية (الجبرية)، يرى ابن رشد أن الله تعالى خلق في الإنسان القدرة على اكتساب أفعاله بنفسه، أي وهَبه الحرية في الاختيار بين فعل الخير وفعل الشر، ليكون قادرا على اختيار أفعاله ومواقفه، إذ على اختياره الإرادي تترتب مسؤوليته على تلك الأفعال، لكن حريته كما يؤكد ابن رشد ليست مطلقة وإنما هي نسبية رهينة بضرورة مواتاة الأسباب الخارجية (نظام الكون) التي تجري على نظامٍ محدود ومُقدر يستحيل إلغاؤه أو تجاهله، والأسباب الداخلية (قدرات البدن)، حيث يقول: "إن الله تبارك وتعالى قد خلق لنا قوى نَقدر بها أن نكتسب أشياء هي أضداد. لكن لما كان الاكتساب لتلك الأشياء ليس يَتِمُّ لنا إلا بمواتاة الأسباب التي سخرها الله لنا من خارج، وزوال العوائق عنها، كانت الأفعال المنسوبة إلينا تتِمُّ بالأمرين جميعا"، أي بالحرية والخضوع للأقدار الكونية في نفس الوقت، فليست الأسباب الخارجية وحدها التي تحد حرية الفرد بل أيضا الأسباب الداخلية ( أي حدود قدرة البدن). لتكون الحرية الإنسانية مشروطة بالحتميتين معا؛ قوانين الكون وقوة الجسم. 

     -----------------------

    بريد التواصل   elfarrak@gmail.com

     

    « النظرية والتجربة مفهوم الحقيقة »

  • تعليقات

    1
    ahmed
    السبت 10 ماي 2014 في 12:53

    yes merci

    2
    زهور البصر
    الأحد 11 ماي 2014 في 01:37
    درس رائع حول مفهوم الشخص... للدكتور أحمد الفراك...لايفوتكم.
    3
    الأربعاء 14 نوفمبر 2018 في 15:29
    موضوع فلسفي شامل وطرح منهجي منظم لمحور الشخصية من عدة جوانب، شكرا على هذا المقال الممتع
    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق