• درس الرغبة

    درس الرغبة

     

    تقديــم عــام:

    1-  المحور الأول: الرغبة والإرادة:

      الرغبة جوهر إنساني.

      الرغبة والوعي: أية علاقة.

      هل للذات سلطة على رغباتها.

      تركيب.

    2-   المحور الثاني: الرغبة والحاجة:

      ما معنى الحاجة؟

      تمايز الحاجة والرغبة؟

      من الفرد إلى المجتمع؟

      خلاصة تركيبية.

    3-المحور الثالث: الرغبة والسعادة:

      محاولة تعريف مفهوم السعادة.

      هل السعادة إرضاء لرغبات القلب أم لرغبات البدن أم لرغبات العقل.

      خلاصة تركيبية.

    مقـدمـة:

         تحليل كلمة رغبة في لسان العرب لابن منظور له.لمعاني التالية:

    -         الرغبة: الحرص على الشيء والطمع فيه والرغبة (...) السؤال والطمع (...).

    -         رغب في الشيء رغبا ورغبة ... أراده (...). 

    -         رغب عن الشيء، تركه متعمدا، وزهد فيه، لم يرده (...) يقال رغبت بفلان عن هذا الأمر إذا كرهته له ... 

    وفي معجم روبير الفرنسي، تشير الرغبة إلى الميل في تحصيل شيء ما بُغية تحقيق اللذة (...) [يقال] عبر أو أبدى رغبة أي مرادا، وأمنية (...) [يقال كذلك] الرغبة في النجاح بمعنى الطموح والإرادة والرغبة في المعرفة بمعنى الفضول.

    لقد دلت الرغبة في دلالتها المعجمية، على الحرص والطمع في الشيء والإرادة، كما تحيل إلى الترك والزهد في الشيء، أو الطموح والفضول، إن تعدد هذه المفاهيم الدالة على الرغبة يؤكد التباس المفهوم وتشعب معانيه، أما الدلالة الفلسفية عند لالاند في معجمه الفلسفي فمضمونها أن الرغبة ميل عفوي Spontané واع نحو غاية معلومة أو متخيلة (..) وضدها النفور aversion.

    يبدو من تعريف لالاند أنه قارن الرغبة بالوعي، وبالغاية التي تكون واضحة أو مضمرة، وأورد ضدها وهو النفور فالرغبة في أشياء لا تخلو من النفور من أشياء أخرى.

    1-   المحور الأول: الرغبة والإرادة:

    1)    الرغبة جوهر إنساني:

    لا شك أن الإنسان لغز أشكل على الإنسان ذاته في بحثه عن ماهيته، من هو؟ أهو الكائن الذي يمضي في الصباح على أربع وفي الظهيرة على اثنين وفي المساء على ثلاث؟ هل ينتهي، تعريفه عند هذا الحد الظاهري؟ أم أنه لغز أعمق وأبعد مدى؟

    قد تجيب الفلسفة إنه الحيوان الذي يتجاوز الحيوان بعقله تارة ولغته واجتماعاته تارة أخرى، فهل العقل واللغة والمجتمع محددات كافية لإبراز جوهر هذا الكائن؟

    إذا كان الجوهر هو الخاصية الثابتة في الشيء، وإذا كان من المستحيل تصور إنسان بدون رغبات، فهل تغدو الرغبة ماهية الذات الإنسانية؟

    يلتبس مفهوم الرغبة Désir مع مفاهيم أخرى، مثل مفهوم الحاجة Besoin ، غير أن الرغبة والحاجة ليستا عبارتان منفصلتان كلية، إحداهما عن الأخرى، فهما قدرة يمتلكها كائن معين في الوجود فتتجلى على شكل غريزي صرف لدى الحيوان فتعرف –القدرة- بالحاجة أي تلك الضرورة البيولوجية (مثل الأكل، النوم، التوالد) والتي غايتها استمرار الكائن في الوجود، ولما كان الإنسان يشترك مع الحيوان في هذا المعطى الحاجي، فإنه يمتاز عنه بتلك الكيفية التي يلبي بها حاجاته وفق مجاله الاجتماعي والثقافي المتنوع والمتطور عبر التاريخ، فتكون الرغبة بذلك تحويل الحاجة إلى ميل مرتبط بموضوع يفتقده الإنسان في وضعه الحاضر ويريد الحصول عليه مستقبلا.

    تشكل المسافة إذن بين الذات الراغبة وموضوع رغبتها عائقا يستلزم عنصر الوعي بصفته بعدا أساسيا في السلوك الإنساني، يعمل على تحديد وسائل كفيلة بتحقيق الرغبة، هذا يجعلنا نعتبر أن الإنسان كائن واع برغباته، التي تدفعه إلى تلبيتها، حتى وأن لم يعي تمام الوعي دوافعها الضمنية والمضمرة، واستنادا عليه يقر سبينوزا بأن الإنسان لا يسعى إلى شيء، لا يريده ولا يشتهيه، ولا يرغب فيه لكونه يعتقده شيئا طيبا، بل على العكس من ذلك يعتبره شيئا طيبا لكونه يسعى إليه ويشتهيه ويرغب فيه.

    يظهر أن لكل فرد رغباته الخاصة به، مادام يسقط على الشيء المرغوب صفاتا ذاتية تجعله مرغوبا لديه، فهل هذا معناه أن الرغبة مشروطة بالوعي كوحدة لقيمة الشيء المرغوب؟

    1)     الرغبة والوعي: أية علاقة؟

    يمكن القول بأن الرغبة والوعي متلازمان، فلكي يتجلى الوعي بصفته توجها نحو العالم الخارجي، ينبغي أن تحدد توجهه هذا رغبة ما.

    لقد كتب ألكسندر كوجيف A.Kojève بأن الوعي بصفته وعي بالذات، في مؤلفه مدخل لقراءة هيجل ما مضمونه " إن وجود الإنسان ذاته، الوجود الواعي بذاته، يستلزم ويفترض الرغبة، بعبارة أخرى، لكي يكون هناك وعي بالذات ينبغي أن تكون هناك رغبة، ولكي تكون هناك رغبة ينبغي أن يكون هنالك وعي بالذات، وبالتالي فالرغبة والوعي بالذات ما هما إلا أشيء واحد".

    إن الوعي بالذات هو وعي راغب يتوجه نحو الخارج ليعود إلى الذات، فالرغبة لا تتجلى في شكل ميل إل حفظ الذات فحسب، وبل وتأكيد لها كذلك.

    إن الذات تسعى من جهة إلى التعرف عن ذاتها في الأشياء التي تمثل أمامها كموضوع، فتقوم بتحويلها عن طريق الشغل أو الفن ... ومن جهة أخرى تسعى إلى الاعتراف بها من لدن الآخر أي من وعي آخر، لكن هذا الاعتراف لا يمنح وإنما تتنازعه الذوات، من تعرفها على ذاتها إلى الاعتراف بها هو انتقال من مجال الحياة العضوية أي الوجود الطبيعي للإنسان إلى مجال الحياة المجتمعية.

    إن وعي الذات بذاتها إذن يتحقق عبر/ بواسطة رغبة الاعتراف التي تحملها ذاتان متعارضتان كلاها ترغب في رغبة الأخرى، وهي مرحلة ضرورية في تطور الوعي ليصبح وعيا بالذات، حيث يعطي البشر معنى وقيمة لوجدهم وللعالم المحيط بهم.

    وخلاصة ما عبر عنه هيجل نجد لها تعبيرا مكثفا لدى لاكان الذي يقر أن "رغبة الإنسان تجد معناها في رغبة الآخر، لا لأن الآخر يحمل مفتاح موضوع الرغبة بل لأن أول موضوع للرغبة يجب أن يعترف به الآخر" ... باختلاف بسيط إذن فهيجل جعل الرغبة والوعي متلازمان في حين سوف يجعل لاكان من عنصر اللاوعي عنصرا آخر بعيد النظر في الذات المسيطرة على سلوكها وأهوائها ورغباتها؟.

     2)     هل للذات سلطة على رغباتها؟

    يتضح مما سبق، أن الوعي موجب ومقنن للرغبة، بوصفها ميلا واعيا تجاه موضوع معين، ولغاية معينة، فهل معنى ذلك أن الوعي متحكم في ميولاته ونزوعه أم أن هناك نزوعا وميولا لا يتحكم فيها؟ والمثال، في هذا الإطار أن الميل نحو شخص ما، قد لا تعي الذات دوافعه الحقيقية، ومن ثم تنفلت الرغبة من منطقة الوعي والإرادة، ذاك فعلا هو الخطاب الذي يوجهه التحليل النفسي إلى الذات [مخاطبا] "أنت تعتقدين أنك تعرفين كل ما يجري في نفسك، (...) بل إنك لتذهبين إلى حد الاعتقاد بأن ما هو نفسي مطابق لما هو شعوري، أي لما هو معروف من طرفك، وذلك رغم البراهين الواضحة على أن أشياء كثيرة تحدث في حياتك النفسية أكثر من تلك التي تتماثل إلى شعورك"

    لقد أظهرت مكتشفات التحليل النفسي أن الذات ليست سيدة مملكتها كما كان مترسخا في فلسفات الوعي، وقد تلبي رغبة دفينة في النفس وقفت العوائق الاجتماعية والثقافية حاجزا دون تحقيقها، عبر آليات العلم، فلتات اللسان، زلات القلم ...إلخ، وهذا ما أكده هو ما اعتبره سبينوزا عملا بالعلل الحقيقية للرغبة؟ أليس ذلك الجهل هو انعدام معرفة بخبايا النفس وأعماقها والتي سوف يضيف إليها اللاشعور إرضاءه هامة في تاريخ الفلسفة؟

    تركيـب:

    يتضح إذن أن الرغبة مكون بشري، أساسي يشكل ماهية الإنسان، بصفته ذاتا واعية، تطور وعيها ليصبح وعيا بالذات من خلال جدلية الأنا والآخر، وبصفته ذاتا لا واعية في جزء منها حيث تخرج الرغبة عن مجال السيطرة والتقنين.

    2- االمحور الثاني: الرغبة والحاجة:

    1- الحاجة:

    تحيل الحاجة على كل ما هو ضروري لبقاء الذات من مأكل وملبس ومسكن وغيره، أما الرغبة فتحيل على نزوع وميل الذات إلى كل ما يجلب لها اللذة والاستمتاع سواء أكانت هذه الذات تحتاجه عمليا وواقعيا أم لا، إذا كانت الحاجة تحيل إلى ما هو ضروري لبقاء الإنسان، فهل يمكن الاكتفاء بها فقط؟

    إن البقاء الذي يضمنه تحقيق الحاجات الأساسية ليس إلا الحد الأدنى من الوجود والإنسان في هذا الجانب (البقاء) لا يتميز كثيرا عن باقي الكائنات الحية، بل إن هناك عددا من الكائنات الحية التي طورت استراتيجيات للبقاء تتفوق كثيرا عن تلك التي طورها الإنسان، فالسلاحف مثلا عمرت لملايين السنين ولا يبدو وافي الأفق القريب أنها ستنقرض!

    إن الإنسان يشترك مع باقي الحيوانات في الاعتماد على إشباع الحاجات الأساسية (البيولوجية أساسا) لضمان البقاء، وإن كان يمتاز عنها بتعقد وتعدد حاجاته ما بين اجتماعية و"نفسية" وبيولوجية، فإن هذا الامتياز هو امتياز نوع، فكثير من الكائنات تميل إلى التجمع في شكل قطعان، ويحمي بعضها بعضا ويعتمد بعضها على بعض، بل إن منها من تملك تقسيما للعمل ( النحل، النمل) وهي في هذا تشترك مع الإنسان في نوع حاجاته لكن درجة تعقد الحاجات الإنسانية أكبر بكثير.

    إذا سلمنا بأن الفروق بين الحاجات الإنسانية والحاجات الحيوانية هي فروق درجة لا فروق نوع، فإنه لا يمكننا التسليم بهذا فيما يخص الرغبات، فالرغبة هي خاصية إنسانية محضة.

    الرغبة لا تحمل صفة الضرورة الحيوية، ولا يعتمد بقاء الإنسان على إشباعها بل إن إشباع بعضها قد يهدد هذا البقاء نفسه، لكن الإنسان يسعى جاهدا من أجل إشباعها، وهنا يكمن تميز الرغبة الإنسانية عن لحاجة الحيوانية، فالإنسان يرغب في أكثر مما يحتاج، وحياته هي مغامرة كبرى لتخطي سياج الضروريات فقط (عيش الكفاف) إلى فضاء الرغبات (عيش الكماليات)، فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان!

    إن الحاجة هي ضرورة بقاء، أما الرغبة -مهما كان حكمنا عليها- فهي ضرورة تميز، وكلاهما ضروري لبقاء الإنسان المبدع.

    2-   تمايز الحاجة والرغبة.

    اشتراك الحاجة والرغبة في صفة الضرورة لا يعني تطابقهما، فالرغبة تختلف في كثير من الصفات والخصائص عن الحاجة، وسنحاول في الأسطر التالية التدليل على صدق هذه الدعوى.

    لا توجد دائما علاقة تلازم بين الحاجة والرغبة، فكثير من الحاجات تكون ملحة لكننا لا نرغب في تحقيقها (الحاجة للرياضة تكون ملحة عند البعض لكنه لا يرغب في مزاولتها)، وبالمقابل هناك الكثير من الرغبات التي تلح لإشباعها لكننا لا نحتاجها واقعيا (الرغبة في اقتناء ثياب جديدة رغم امتلاك ما يكفي منها).

    الحاجة لها موضوع واحد شعوري ومحدد (الحاجة للأكل الحاجة للأمن)، أما الرغبة فمواضيعها غير محددة بدقة، وغالبا ما تكون لا شعورية، وذلك لأن الموضوع المعلن للرغبة لا يمثل دائما الموضوع الحقيقي بل مجرد تعويض عنه ( رغبة المراهق في دراجة فخمة قد لا تكون إلا تعويضا لرغبته بالظهور بمظهر الرجولة).

    حاجات الإنسان محدودة وثابتة أما رغباته فغير محدودة وغير ثابتة، فالحاجات التي تضمن وضمنت بقاء الإنسان ظلت هي هي، أما رغبات الإنسان فغير محدودة وذلك أنه كلما تحققت رغبة إلا وتم السعي وراء رغبة أخرى مما يجعلها غير قابلة للإشباع المطلق (= الموت!).

    يمكن إلغاء بعض الرغبات وتغيرها مع التقدم في السن وتغير المواقف واغتناء التجارب...، لكن لا يمكن إلغاء الحاجات الأساسية دون تعريض الوجود المادي للفرد للخطر.

    إشباع بعض الرغبات قد يكون على حساب حاجات أخرى، وتحقيق حاجات معينة قد يخدم الإنسان من إشباع بعض رغباته (الرغبة في صوم التطوع يلغي (أو يؤجل) الحاجة للأكل، الحاجة للأمن وحفظ الذات .... الإنسان من المغامرة).

    تحقيق الحاجات يضمن الحياة والبقاء، لكن تحقيق بعض الرغبات قد يهدد هذه الحياة نفسها (الرغبة في تسلق الجبال الوعرة).

    الحاجات تكون في أغلبها مشتركة بين أفراد النوع الواحد (أو المجتمع الواحد)، أما الرغبات فتكون فردية أو مشتركة بين جماعات محدودة، فجميع أفراد النوع البشري يشتركون في الحاجة للأكل والأمن ... لكنهم يتمايزون في رغباتهم فالبعض قد يرغب في اقتناء سيارة في حين يرغب آخر في السفر، وحتى إن اشتركت جماعة معينة في نفس الرغبة، اقتناء سيارة مثلا، فإنهم يختلفون في تفصيل نوع عن آخر، فالرغبة هي مسألة فردية ولا يمكن لأحد أن يرغب بالنيابة عن الآخر، ولا أن يجعل الآخرين يشاركونه رغباته.

    ونختم هذه السلسلة من التمايزات بين الحاجة والرغبة بالقول إن الحاجات تتسم بالانسجام والمعقولية، أما الرغبات فتتسم بالتغير السريع والتناقض أحيانا واللامعقولية أحيانا كثيرة، فنجد أن الفرد يغير رغباته بين لحظة وأخرى، ويرغب في الشيء ونقيضه (الرغبة بالبقاء مع الأهل) ونجد عند البعض كثيرا من الرغبات غير المعقولة، فمن الناس من يرغب في أن يكون له أجنحة، أو أن يرجع القهقرة في السن، أو يكون سوبرمان! ويمكننا الاستطراد أكثر في تعداد هي التمايزات والتدقيق في تفاصيلها، لكن فيما ذكرناه الكفاية، ولا بد من الإشارة إلى أن ما عددناه من صفات الرغبة لا ينطبق بالضرورة على جميع الرغبات، وإن كان يلزم ويشمل أغلبها.

    3-   من الحاجة إلى الرغبة:

    لقد ادعينا في مستهل الفقرة السابقة أن الرغبة لا تتطابق مع الحاجة، ودللنا على هذه الدعوى بما يتصفان به من تمايز في الخصائص وما قد يعتريهما من تناقض في الغايات، وقلنا إن الرغبة خاصية إنسانية محضة وإن الحاجة صفة مشتركة بين كل الكائنات الحية، لكن، هل يعني هذا استحالة تواصل أو تكامل الحاجة والرغبة؟ أو بعبارة أدق ألا يمكن للحاجة أن تصبح رغبة؟

    للإجابة عن هذا التساؤل سنستحضر المرجعية التحليلية ممثلة في المحللة النفسية النمساوية ميلاني كلاين.

    تعتبر ميلاني كلاين من المحللين النفسيين الأوائل الذين حاولوا تطبيق آليات التحليل النفسي على الأطفال، وقد قادتها ملاحظتها للأطفال وتحليلها لذكريات الراشدين عن مرحلة طفولتهم إلى نتائج مهمة، فقد لاحظت أن الأطفال الرضع يرغبون دائما في وجود الأم (الثدي) معهم سواء أكانوا جياعا أو لا، وقد استنتجت من ذلك أن الثدي يقوم بوظيفتين مزدوجتين الأولى هي إشباع الحاجة البيولوجية للأكل والثانية –وهي الأهم- تجنيب الطفل الخوف والقلق وتخليصه من دوافعه التدميرية وقلقه الاضطهادي، لقد تحول إشباع الحاجة البيولوجية إلى إشباع للرغبة النفسية وكل ذلك يتم بطريقة لا شعورية، وهذا يستدعي أن أي خلل يطال إشباع الحاجات البيولوجية سيكون له أثر على إشباع الرغبات النفسية المرتبطة بها.

    لقد قلنا فيما سبق إن تحقيق الحاجات يضمن البقاء، وإشباع الرغبات يضمن التميز، والآن رأينا مع ميلاني كلاين أن الحاجة يمكن أن تتحول إلى رغبة، تلازم الحاجة والرغبة هو تلازم للبقاء مع التميز، وبعبارة أخرى إنه تحديد لمستقبل الإنسان بوصفه الموجود الوحيد المميز بالرغبات.

    تعتبر ميلاني كلاين أن الطريقة التي يتم بها إشباع حاجات الرضيع إلى الثدي تترك أثرا عميقا على مستقبله وطبيعة شخصيته، ولكي نفهم هذه الفكرة بشكل أفضل لابد من استحضار فرضية أساسية تنص على أن "الطفل أبو الرجل"، بمعنى أن ما يعيشه الفرد من خبرات وتجارب في طفولته سيكون لها أبلغ الأثر في تحديد ملامح شخصيته مستقبلا، فجميع سمات الشخصية واضطراباتها التي تظهر في الكبر تجد نواتها في مرحلة الطفولة.

    بل إن الفن والإبداع نفسه ما هو إلا إعلاء للدوافع والرغبات غير المشبعة، ولكن بشكل غير مباشر، فكمية الإحباط والتفريج الذي تسمح به الأم لطفلها هو المسؤول عن إذكاء نار البحث والتخيل وخلق البديل (جوهر الإبداع) عند الطفل المحبط إحباطا متوسطا، فالطفل الذي يرغب في الثدي ولا يناول إليه مباشرة تكون أمامه فرصة للإحساس بالرغبة وتعويضها بالتخيل والبديل (مص الأصبع) وعندما يناول الثدي تكون أمامه فرصة للربط بين الرغبة/ الحاجة والإشباع، مما يولد نفسه الثقة في نفسه والآخرين.

    نستخلص مما سبق أن الرغبة تربط بالحاجة بربط لا تصوري يجعل إشباع الحاجات إشباعا لرغبات مرتبطة بها، هذا الرباط اللاشعوري هو المسؤول عن كثير من المفارقات والإشكاليات التي تثار عن علاقة الحاجة بالرغبة.

    4-   من الفرد إلى المجتمع.

    لقد تناولت ميلاني كلاين إشكالية الحاجة والرغبة من وجهة نظر فردية غير سوسيولوجية، وربطت الإبداع بالتسامي الذي هو في جوهره تحوير لإحباط طال رغبات فردية من "أم غير متفهمة"، وهذه الأطروحة في جوهرها تتناقض مع بعض الأطروحات السوسيولوجية والانتروبولوجية، فرالف لنتن مثلا يرب الرغبة والحاجة وكيفية إشباعها بما هو اجتماعي، ويصنف الحاجات إلى ثلاثة أنواع بيولوجية واجتماعية ونفسية وهي كلها خاضعة لما هو اجتماعي ومقولبة ضمن المجال الثقافي، ومنه فالمجتمع والثقافة يحددان شكل إشباع الحاجة وأنماط تصريفها.

    لقد أشرنا فيما سبق إلى أن الثقافة والفن هي وليدة الرغبة الطامحة إلى تجاوز الحاجة، لكن مالينوفسكي يرى العكس، ويقول إن المجتمع وكل منتجاته هي نتاج لحاجات بيولوجية، فالحاجة إلى التناسل هي التي أدت إلى الزواج وليس العكس، ونضيف على نفس المنوال، أن الحاجة للأمن هي التي خلقت المنازل، والحاجة للراحة هي التي أنتجت الموسيقى.

    إن إشباع الرغبات وتحديد موضوعاتها يخضع لمجموعة من الميكانيزمات النفسية والاجتماعية، هذه هي الخلاصة المبدئية التي يمكننا الخروج بها حتى الآن من خلال التركيب والتوفيق بين رأي ميلاني كلاين ورأي رالف لنتن، ولكن هل الرغبة تخضع فقط لما هو نفسي واجتماعي، أم أن هناك عوامل أخرى تتحكم فيها؟

    لهذا التساؤل عدة إجابات مختلفة أولها هي إجابة أفلاطون، فهذا الأخير يجعل من الرغبة شهوة لا عاقلة ويجب إخضاعها للعقل والإرادة والتدبر، أما الإجابة الثانية الممكنة فهي إجابة شوبنهور الذي يجعل من العقل مجرد خادم للرغبة، فهو يستعمل جميع الوسائل والتبريرات (أفكار، منطق...) لإشباع الرغبة...

    خلاصة تركيبية:

    إذا تأملنا في كل ما سبق سنجد أن العلاقة بين الحاجة والرغبة هي علاقة جد متداخلة ومعقدة تعقد الإنسان نفسه، فهما يتكاملان ويتناقضان ويتمايزان أحيانا أخرى.

    وإذا سلمنا بكون الرغبة هي أحد أوجه التميز الإنساني فإنه من الصعوبة بمكان تحديد مصدر هذه الرغبة والعوامل المتحكمة فيها، هل هي نفسية أم اجتماعية أم عقلية؟ وإذا كنا نؤمن بتكامل المعارف وتعقد الظاهرة الإنسانية فإنه لا يمكننا التضحية بأي بعد من الأبعاد التي يمكن أن تتدخل في تشكيل الرغبة دون أن نضحي بالفهم المتكامل للإنسان.

     3- الرغبة والسعادة:

        تعريف السعادة:

    يختلف الناس في تمثلهم للسعادة، بين من يقصرها على حسن العيش، من حياة مرفهة، وامتلاك للأموال والثروات، وتلبية كاملة للرغبات، وتشيع لها، وتحقيق للذة والمتعة في مختلف أشكالها وتجلياتها، وهناك من يقصرها على حسن السيرة من حياة كريمة ومعتدلة ومنسجمة، وقد نجد الاختلاف بين الأفراد، فالمريض يرى السعادة في الصحة، والفقير يراها في المال، والوحيد يراها في الأنس والصداقة.

    يظهر إذن أن التمثل الاجتماعي يهيمن عليه المعنى المادي، الذي يقترن بإرضاء رغبات وشهوات الجسد، والاستمتاع باللذة والرغبة بكل أشكالها.

    وفي معجم لسان العرب نجد: سعد، السعد، بمعنى اليمن والخير، وسعد سعدا فهو سعيد، وسعد فهو مسعود، وهو نقيض النحس والشقاوة، ويكتسب اليمن أي الخير دلالتين: الأولى تشير إلى ما هو مادي محسوس، وتتمثل في الإرضاء والإشباع، أما الدلالة الثانية، فتشير إلى ما هو عقلي، وتتمثل في التدبير.

    تتحدد السعادة من الوجهة الفلسفية العامة كحالة إرضاء وإشباع وارتياح تام للذات، يتسم بالقوة والثبات، ويتميز عن اللذة للحظيتها، وعن الفرح لحركيته، ويبدو من هذا أن المسألة الفلسفية تتحدد عبر مستويين:

    مستوى كيفي يتعلق بالطبيعة النظرية والماهوية للسعادة، هل هي مادية ترتبط بكل ما يحقق الإرضاء المادي من رغبات، وامتلاك للخيرات والصحة والنفوذ.

    مستوى مجرد يتعلق بكل ما يحقق اللذة العقلية، من معرفة وعلم، أم أنها تتجاوز هذا وذاك لترتبط باللذة الروحية والوجدانية.

    هل السعادة إرضاء لرغبات البدن، أم لرغبات لعقل أم لرغبات القلب؟

    لقد عمل المفكرون المسلمون الذين بحثوا في موضوع السعادة على تأكيد شيئين: أولا ضبط مفهوم اللذة بالتمييز فيه بين اللذة العقلية والجسدية، والمفاضلة بينهما، حيث أن اللذة العقلية أي الرغبات العقلية من المعرفة والفكر أرقى شأنا، وأعلى مرتبة من اللذة البدنية، والتي تظل عندهم محتقرة، وهذه المفاضلة نجد جذورها في النسق الفلسفي الأفلاطوني –الأرسطي، الذي يمجد العقل ويرى أن العقل أسمى منزلة من الرغبة والشهوة، حيث أن الرغبات الحسية مرتبطة بعالم الكون والفساد، في حين أن الرغبات العقلية مرتبطة بعالم متعالي دائم لا يلحقه الفساد والتغير، وانطلاقا من هذا كله، فإن سعادة الإنسان لا ترتبط بمدى إرضائه لملذاته الحسية، وذلك لاعتبارات كثيرة منها: أن اللذة البدنية يشارك فيها الإنسان جميع الحيوانات كرغبات الأكل والشرب.

    لقد عمل ابن مسكويه على مهاجمة أولئك الأبيقوريون –يقصد هنا الفلسفة الابيقورية التي جعلت اللذة في منزلة الحكمة، وكذلك كل من يدافع على كون السعادة هي اللذة –الذين يحصلون السعادة في الرغبات البدنية، فاعتبرهم من العامة الرعاع، وجهال الناس السقاط، وفي هذا الصدد يقول ابن مسكويه في كتابه "تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق"... وظنوا أن جميع قواه الأخرى إنما ركبت فيه من أجل هذه اللذات، والتوصل إليها، وأن النفس الشريفة التي سميناها ناطقة، إنما وهيت له ليرتب بها الأفعال ويميزها، ثم يوجهها نحو هذه اللذات، لتكون الغاية الأخيرة هي حصولها له على النهاية والغاية الجسمانية، وهذا هو رأي الجمهور من العامة الرعاع، وجهال الناس والسقاط ... وسيظهر عند ذلك أن من رضي لنفسه بتحصيل اللذات البدنية ... فقد رضي بأخس أنواع العبودية، ... لأنه يصير نفسه الكريمة عبدا للنفس الدنيئة، التي يناسب بها الخنازير، والخنافس والديدان، وخسائس الحيوانات التي تشاركه في هذا المجال.

    نستنتج من هذا الكلام أن الرغبة في تحقيق وإشباع اللذات والشهوات الحسية، تؤدي إلى جعل النفس أسيرة الشهوات، لا تستطيع أن تكسر هذه القيود الحسية، فقوى الجسم من العقل والبصر والسمع والحركة، وغيرها من القوى الأخرى، جعلت في الجسم لا من أجل تحقيق الشهوات والملذات، وإنما من أجل السمو باللذة العقلية، فلا فرق بين طالب اللذات لبدنية بينه، وبين خسائس الحيوانات والأرض، كالخنازير والخنافس، والديدان، ولأن الابيقوريون جعلوا النفس الشريفة كالعبد الممتهن، وكالأجير المستعمل في خدمة النفس الشهوية لتخدمها في المآكل والمشارب، ولأن الجسد لا يمكنه بأية حال أن يكون داعيا إلى الفضيلة، فإن الداعين إلى السعادة إستنادا إلى الجسد ظلوا عند مستوى البهيمية، ومن هنا فلا عجب أن نجد ابن مسكويه يشرف اللذة العقلية، باعتبارها رغبات إنسانية من نوع آخر، ويعلي شأنها إلى درجة لقداسة أحيانا، فهي لذة تامة وشريفة ولا تمل.

    إن تفضيل اللذة العقلية سيجعل من السعادة خيرا على الإطلاق، لأننا نطلبها لذاتها كغاية، ونؤثرها لذاتها لا لشيء آخر غيرها.

    إن التصور عند الفلاسفة المسلمين في مسألة الرغبة والسعادة، يعود إلى نظرتهم إلى الإنسان من خلال الثنائية (نفس/ جسد)، فتم تمجيد النفس والعقل، واحتقار الجسد والمادة، بل وجعلوا تحقيق السعادة خاصة، والفضيلة عامة، رهينا بمدى تجاوز عوائق البدن وتطهير النفس من الرذائل والشهوات الرديئة، والنزوات الفاحشة التي قد تعلق بها، فبقدر ما تلتبس النفس بالبدن وتتدنس بملذاته بقدر ما يبتعد الإنسان عن قبول الفضائل، وينخرط بالتالي في الشقاء والشر، وفي هذا السياق جعل ابن مسكويه من مسألة معرفة النفس وإثبات وجودها، ومباينتها للجسد، المسلك الضروري لتحصيل السعادة خاصة وتهذيب الأخلاق عامة، فالجسد حسب ابن مسكويه مرادف للرغبة، والرغبة توحي إلى تحقيق اللذة الحسية، وبالتالي عدم سمو الإنسان إلى مرتبة مقدسة، ويضيف أيضا أن فضيلة النفس تكمن في التشوق إلى العلوم و المعارف، وبحسب إلحاح الإنسان وإصراره على طلبها تكون سعادته، إن تميز الإنسان بالعقل، هو ما يجعله يباين البهائم، ولا تكون السعادة لغير الناطقين، وجعل أشرف الناس وأسعدهم من كان له عقلا يتشوق به إلى العلوم والمعارف، وكانت الحكمة أسمى تجليات العقل البشري المتشوق، لزم بالتالي أن تكون الحكمة سبيلا إلى السعادة التامة و طريقا لتحصيلها،وكذلك بممارسة العقل والتأمل في الذات، وفي الموجودات، فتكون بذلك السعادة تأملية تتحقق بالإدراك العقلي، وهكذا سيحصل الفارابي السعادة، في الاتصال العقلي بين العالم السفلي والعلوي، ويقصى كل الرغبات والشهوات والملذات الجسدية، واعتبارها سبيلا غير موصلة للسعادة الحقيقية.

      - المحور الأول : الرغبة والحاجة

     1 -  ميلاني كلاين:  من الحاجة الى الرغبة ( ص 28)

    2  – رالف لينتون : كيف تعمل الثقافة على توجيه الرغبة؟ (ص 29)

    3 – أفلاطون : هل يمكن إخضاع الرغبة للعقل؟ ( ص 29)

     

     المحور التاني : الرغبة والأرادة

            1 - باروخ سينوزا: الرغبة ماهية الانسان (ص 32)

      2 –هيغل: كيف يحقق سلب موضوع الرغبة وعي الذات بذاته؟(ص 33)

      3-  جاك لا كان : هل الرغبة ضد الإرادة؟ (ص 33 ).

     

    المحور الثالث: الرغبة و السعادة

                       1-ديكارت: الرغبة و الإبتهاج  (ص 36)

             2-أبيقور: لماذا اللذة مبدأ و غاية الحياة السعيدة( ص 37) 

             3-إبن ميسكويه: هل السعادة تكمن في قهر اللذة (ص 37)

     ------------------------

    المحور الأول  : الرغبة والحاجة

    عنوان النص   :  من الحاجة الى الرغبة

    صاحب النص  :  ميلاني كلاين

    المحتوى 

    العنصر 

    ميلاني  كلاين 1882 – 1960 محللة نفسية نمساوية من مواليد مدينة قينا، اشتهرت بوضعها لمجموعة من التقنيات العلاجية للأطفال.

    رغم بعض الانتقادات التي وجهتها لفرويد فإنها مع ذلك  كل دلك من الموالين الافياء للأفكار الفرودية وخاصة منها تلك التي تنص على أن خبرات الطفولة هي المسؤولة عن اضطراب أو سواء الشخصية في المستقبل، وتلك التي تنص على وجود دوافع للموت واخرى للحياة هي التي تتحكم في سلوك الأسنان بالأظافة الى تأكيد ها على أهمية اللاشعور.  

     

     

     

     

     

    صاحب النص

     

    كيف تتحول الحاجة الى رغبة ؟ وكيف تؤتر طريقة اشباعها في حياة الفرد مستقبلا ؟  

    الأشكالية 

    هناك رابط لا شعوري بين الحاجة والرغبة يجعل من إشباع الحاجات البيولوجية إشباعا لرغبات نفسية موازية.  

    الأطروحة 

    الرغبة : هي الميل والحرص الوجداني على تحصيل شيء ما بغية تحقيق اللذة .

    الحاجة : حالة من عدم التوازن الداخلي بسبب نقص شيء ضروري لاستمرار الحياة خاصة في بعدها البيولوجي

    الانا : هو الجزء الواعي من الشخصية والذي يحاول الدفاع عنها ككل  ،وهو أحد الجوانب التي تتألف منها الشخصية وفقا لنظرية التحليل النفسي

    الدافع : مفهوم فرضي يدل على الأتارة الملحة الناتجة عن وجود نقص فيزيولوجي أو نفسي . 

    المفاهيم  

    اعتمد النص بنية حجاجية قائمة على العرض والتفسير. واستعمل مجموعة من أدات العرض من قبيل:  عند تحليلنا ، نلاحظ ، لقد سمعت .... 

    الحجاج  

     

     خلاصة تركيبة

    يتأطر هذا النص ضمن إشكالية عامة تحاول من جهة الكشف عن الكيفية التي تتحول بها الحاجة البيولوجية إلى رغبة نفسية، ومن جهة أخرى تحاول الكشف عن الكيفية التي تؤتر بها طريقة إشباع هذه الرغبة النفسية في حياة الفرد مستقبلا.

    للاجابة عن هذه الأشكالية اتبعت ميلاني كلاين منهجية خاصة تقوم على الملاحظة والتحليل النفسي لذكريات الراشدين عن مرحلة طفولتهم . وقد مكنها هذا المنهج من جمع مجموعة من البيانات المهمة، فقد لاحظت ان الأطفال يطلبون الثدي في جميع الحالات سواء أكانوا جياعا أم لا. وقد استنتجت من هذه الملاحظة أن التدي لا يوفر الغداء فحسب، بل يخلص الطفل من ميوله التدميربية وقلقة الاضطهادي كذلك .

    تيشر ميلاني كلاين إلى طريقتين شائعتين في التعامل مع حاجة الرضيع للتدي ،إما إطعامه كلما بكى وطلب الثدي (خضوع الأم للطفل) أو إطعامه في مواعيد صارمة تحددها الأم ( خضوع الطفل للأم). وكلا الطريقتين سلبية، لأنهما يغيبان مساحة البكاء الضرورية بين الرغبة وإشباعها. فالطريقة الأولى لا تسمح للطفل بالرغبة، والطريقة الثانية تشبع رغبة الأم لا رغبة الطفل. والحل في نظر ميلاني كلاين هو تحقيق نوع من الإحباط المعتدل الذي يوفر للطفل فرصة لاستثمار هذا الاحباط في تحقيق مكاسب نفسية مهمة، أولها الثقة في الذات والأخر والتخلص من القلق الاضطهادي والميول التدميرية ، وتانيها استتمار هذا الأحباط المعتدل في الأبداع والفن عن طريق التسامي .

     

     

    المحور الثاني   :  الرغبة والحاجة

    عنوان النص    :  كيف تعمل الثقافة على تواجيه الرغبة ؟

    صاحب النص  :  رالف لينتون

     

    المحتوى 

    العنصر 

    رالف لينتون (1893-1953)، انتروبولوجي أمريكي من رواد الأنثروبولوجيا الثقافية .أهتم بدراسة الشخصية وعلاقاتها بالأنظمة الثقافية .  

    صاحب النص 

    مشكلة الرغبة والثقافة ، كيف تؤثر العوامل الإجتماعية والثقافية في الحاجات الإنسانية بأنماطها المختلفة . 

    إشكالية النص 

    المجتمع والثقافة يحددان شكل إشباع الحاجة وأشكال تصريفها. 

    أطروحة النص 

     

    الثقافة : هي كل ما ينتجه الإنسان داخل المجتمع ، سواء كان ماديا التقنية ، المؤسسة ...) أو رمزيا (اللغة، الفن ، الشعائر الدينية ، الطقوس الاحتفالية ...)

    الحاجة : ضرورة حيوية مثل الأكل، الشرب والنوم ... أو اجتماعية مثل الحماية والأمن ....إلخ .

    أشكال بدائية : أنماط العيش الأولية والتي تعود إلى البدايات الأولى في التاريخ البشري.

    التهيئة الثقافية للفرد : تنشئة الفرد وفق المعايير والقيم التي توافق المجتمع على العمل بها ، وذلك لإدماجه في النسق الثقافي العام . 

     

     

     

    المفاهم الأساسية النص  

    اعتمد رالف لينتون بنية حجاجية قائمة على القسمة والمقارنة :

    القسمة :تقسيم حاجات الإنسانية إلى حاجات بيولوجية واجتماعية ونفسية ، ثم يعرف كل واحد على حدة .

    المقارنة: وقد عبر عنها ضمنيا في تباين استجابة الفرد لحاجة معينة من ثقافة إلى أخرى ، وصراحة عند مقارنة بين الإنسان والحيوان في مجرى حديثه عن الحاجة المجتمعية . 

    حجاج النص  

     

     

     

     

    خلاصة تركيبية

     

    في إطار اهتمامه بالشخصية وعلاقتها بالأنظمة الثقافية تأتي أطروحة رالف لينتون للإجابة عن كيفية تأطير وتقنين الاجتماعي والثقافي للحاجات الإنسانية ، والتي قسمها إلى ثلاثة أنماط :

    أ – الحاجات البيولوجية وتقوم على تلبية الضروريات الحيوية مثل الأكل والتناسل والحماية من الأخطار الخارجية (السكن )وتهدف إلى حفظ النوع وضمان استمراره ويشترك فيها الإنسان والحيوان.

    ب – الحاجات الاجتماعية : وهي ناشئة عن الاجتماع البشري ، حيث يصنف البشر ضمن الكائنات المجتمعة أي تلك التي تعيش في جماعات تتفاعل فيما بينها انطلاقا من التوافق على نسق من القيم والمعايير التي تسهل على الفرد تلبية حاجاته بتعاون مع الآخرين ودون إخلال بهذا النسق من خلال دوره ووظيفته داخل الجماعة.

    ج)الحاجات النفسية: يعترف لينتون بوجودها، لكنه لا يعطي تعريفا لها، غير أنه يرى أن الثقافة بصفتها نسقا من إنتاج المجتمع فهي تجيب عن أسئلة أفراده، تلك الأسئلة التي تثير قلقهم، أو تلك التي لا يوجدون لها حلا.

    ينبه رالف لينتون إلى أن هذه الحاجات تتأثر بالتنشئة الاجتماعية للفرد، و تختلف طرائق الاستجابة لها من فرد إلى آخر بتنوع و اختلاف الثقافات.

    إن ما يطالعنا من مقاربة رالف لينتون هو أن الحاجة خاضعة للجماعي و مقولبة في إطار ثقافي.  و بالتالي فالمجتمع و الثقافة يحددان شكل إشباع الرغبة و طرق تصريفها.

    و لعرض أطروحته اعتمد طرق حجاجية قائمة على القسمة حيث قسم مفهوم الحاجة إلى أنماط و عرف كل نمط على حدة و للتمييز بينها لجأ إلى المقارنة بين الإنسان و الحيوان، في اشتراكهما في الحاجة البيولوجية و اختلافهما في الحاجة الاجتماعية و طرق تلبيتها.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    عنوان الدرس  : الرغبة

    المحور          :الرغبة و الإدارة

    عنوان النص   :هل يمكن إخضاع الرغبة للعقل ؟

    صاحب النص: أفلاطون

     

    المحتوى 

    العنصر 

    أفلاطون (427- 347ق م)

    أفلاطون هو تلميذ لسقراط و قد ارتبط فكره بفكر أستاذه لأنه هو الذي نقل محاورات سقراط، وقد تبنى أفكاره على نحو عميق جدا.

    و قد جعل من البحث السقراطي بحثا عن الفكرة الحقيقية، و انتهى به ذلك إلى نظرية المشل و المثال أو الفكرة هي نتيجة البحث عن الماهية ، مثال الشيء هو ما يجعل الشيء متميزا عن غيره بخصائصه، فالسرير الذي أنام عليه قد وضع وفقا لفكرة و نموذج سابق عن المادة التي صنع منها، و هذا النموذج واحد بالنسبة إلى كل الأسرة التي توجد و التي هي مجرد محاكاة له.

    و يعتبر كتاب الجمهورية أهم مؤلف لأفلاطون. 

    صاحب النص 

    مشكلة العلاقة بين الرغبة و العقل

    هل يمكن إخضاع الرغبة للعقل؟

    ما هو الأسمى العقل أم الرغبة؟ 

    إشكالية النص 

    اعتبار الرغبة الإنسانية شهوة غير عاقلة، خاضعة لسلطة العقل. 

    أطروحة النص 

    العقل:ملكة الحكم و التمييز بين الصحيح و الخاطئ بين الخير و الشر.

    الانفعالات: مختلف الحالات النفسية و الجسمية التي تساور الفرد

    المبدأ: ما يقيم أود الشيء بحيث في انعدامه انعدام لوجود الشيء. 

    مفاهيم النص الأساسية 

    اعتمد أفلاطون في عرض أطروحته عدة آليات حجاجية منها:

    الحوار: حيث نجد النص عبارة عن حوار بين شخصين مثال:

    -أليس صحيحا أن بعض العطشى لا يرغبون أحيانا في الشرب؟

    -أجل كثيرا ما يحدث ذلك.

    الفحص: اعتمد أفلاطون على فحص المنطلقات التي انطلق منها و هذا مبدأ النفس (العقل و الرغبة) حيث فحص الرغبة فوجدها عبارة عن شهوة لا عاقلة ترتبط باللذة عند إشباع حاجات معينة...

    في حين أن العقل مبدأ سامي و حكيم، مهمته السهر على رعاية النفس بأسرها. 

    حجاج النص 

     

    خلاصة تركبية:

     

    ينطلق الفيلسوف اليوناني أفلاطون من كون بعض العطشى لا يرغبون أحيانا في الشرب. فهم لديهم رغبة وحاجة ملحة إلى شرب الماء ، لكن يمتنعون عن ذلك بفضل العقل ، رغم أن النفس الإنسانية يتجاذبها مبدآن هما : الرغبة والعقل .وفي نهاية الأمر ينتصر العقل على الرغبة فيخضعها لسلطته. ويميز أفلاطون في النفس الانسانية بين مبدآين هما : العقل مبدآ التفكير والتمييز بين الخير والشر .

    وتضم النفس الانفعالات الإنسانية ، كالجوع والحب والعطش.  وهذه النفس عند أفلاطون تسمى شهوة لاعاقلة ، ترتبط باللذة عند إشباع حاجات معينة ،فالشهوة مصدر للذة ، والعقل حسب أفلاطون حكيم يسهر على رعاية النفس بأكملها ، ولايوجد خارج عن العقل ذوأهية تذكر.

    وخلاصة القول فإن الرغبة شهوة لاعاقلة تقف ضد حكمة العقل غير أن العقل يبتغي الاعتدال والتوازن ، ومن تم يفرض على الرغبة والشهوات التي توالدها تنضميا لايمس بنقاء العقل وحكمته .ويرجع هذا الرأي عند أفلاطون إلى نسقه الثلاتي ، حيث يقسم النفس الإنسانية إلى ثلاثة أصناف :

     - الصنف الأول ، وهو النفس العاقلة ، وتضم طبقة الحكماء والفلاسفة ورجال الفكر .

    - الصنف الثاني ، ويضم النفس الغضبية ، وتشمل على الجنود وحراس المدينة .

    - الصنف الثالث ، وهو النفس الشهوانية ، ويضم باقي فئات المجتمع ، من فلاحين وعمال وحرفيين وغيرهم .

    ونجد هذا التقسيم يقابل عند الإنسان ،الرأس وهو مصدر الرغبة التفكير ،ثم الصدر فالبطن والاعضاء التناسلية اللذين يمثلان مصدر الرغبة الأساس .ومن هنا تهميش أفلاطون للرغبة باعتبارها عنصرا من النفس الشهوانية وتمجيده للعقل ، ومن هنا فلا غرابة أن نجد الرغبة خاضعة للعقل .

     

      المحور        : الرغبة والإرادة                               

    عنوان النص   : الرغبة  ماهية الإنسان                                           

    صاحب النص  : باروخ اسبينوزا

                       

    المحتوى 

    العنصر  

    باروخ اسبينوزا(1632-1677)،فيلسوف هولندي من أصول يهودية،عرف إلى جانب ليبنتز و ديكارت بتوجهه العقلاني الذي يرى أن الحقيقة معيار ذاتها. 

    صاحب النص  

    مشكلة الرغبة و الشهوة، هل الرغبة واعية بذاتها؟ هل الرغبة تحدد موضوع الشيء؟ هل يعي الإنسان رغباته؟ 

    إشكالية النص  

    الإنسان كائن يعي رغباته وعيا تاما،  لكنه يجهل عللها. 

    أطروحة النص 

    العلة الغائية : هي العلة التي تكون غاية الفعل

    العلة الفاعلة: السبب في وجود الشيء

    الشهوة : الرغبة الغير الواعية بذاتها.

    الرغبة : الشهوة المصحوبة بوعي ذاتها  

    مفاهيم النص اللأساسية  

    اعتمد باروخ اسبينوزا بنية حجاجية قائمة على العرض والقسمة والتعريف والتوضيح بالمثال .

    العرض : عرض لفكرته الأساسية مستعملا أدوات لغوية نذكر منها ، لما كانت ...إذن ، ينتج حتما ،لقد غدا من الثابت ،نقول مثلا ،فإننا إذذالك فيبس السكن إذن ،ولقد  مراراعديدة .

    القسمة : قسم النفس الإنسانية إلى أفكار تامة وأخرى غير تامة ، كذلك يقسم الجهد المرتبط بالنفس والجسم .

    التعريف : تعريف الرغبة على أنها هي ًالشهوة المصحوبة بوعي ذاتهاً .

    التوضيح بالمثال: مثال السكن. أكد من خلاله أننا لا نسعى لشيء  و لا نرغب فيه لكوننا نعتقده شيئا طيبا لكننا نسعى إليه و نريده لأننا نشتهيه و نرغب فيه. 

    حجاج النص 

     

    خلاصة تركيبية

              يبتدئ باروخ اسبينوزا نصه المعنون بً الرغبة ماهية الإنسان ً بكون ماهية النفس البشرية تتألف و تتكون من أفكار تامة أي أفكار عاقلة و أخرى غير تامة ، أي أفكار غير عاقلة،و لكي تستمر النفس الإنسانية في وجودها، فإنها تبذل جهدا  لا يرتبط بمدة زمنية محددة ، بل هو جهد مستمر في الزمن، و بما أن النفس الإنسانية تعي جهدها كذلك وعيا تاما.

           و عندما يرتبط بمدة زمنية محددة، بل هو جهد مستمرفي الزمن ، و بما أن النفس الإنسانية تعي ذاتها بواسطة أفكار و انفعالات الجسم. فهذا يعني أن النفس الإنسانية تعي ذاتها بواسطة أفكار و انفعالات الجسم  فهذا يعني أن النفس الإنسانية تعي جهدها كذلك وعيا تاما.

    و عندما يرتبط هذا الجهد الذي تبدله الذات الإنسانية بالنفس يسمى إرادة. و عندما يتعلق هذا الجهد بالنفس و الجسم معا، يسمى شهوة، و من هنا فالشهوة تمثل ماهية الإنسان ذاتها، و بالتالي فوجود هذه الشهوات هو ما يعمل على استمرار و حفظ الذات الإنسانية، و ذلك من خلال الرغبة البيولوجية كالطعام و النوم و التناسل،

    و خلاصة القول فإن الرغبة تتجذر في الوجود الإنساني، أي أن الرغبة ماهية، الإنسان و خاضعة لجهد نفسه و إرادته، فلا وجود حسب أسبينوزا لرغبة فوق الإرادة الإنسانية، فكل رغبات الإنسان تبقى تحت تصرفه، فهل يمكن إخضاع الرغبة للعقل؟ هذا ما سنراه مع أفلاطون. 

     

    جدادة

    المحور : الرغبة والسعادة

    عنوان النص : كيف يححقق سلب موضوع الرغبة وعلى الذات بذاتها؟

    صاحب النص : هيغل

     

    المحتوى 

    العنصر 

    جورج فريدريك هيغل 1770-1831 فيلسوف ألماني موسوعي ,اشتهر بنسقه الفلسفي الجامع لمختلف معارف عصره من فلسفة وقانون وتاريخ. كما عرف بمنهجه الجدلي الديالكتكي في فهم الفكر والتاريخ ، فلاشيء حسب هذا المنهج تابت ، ماذامت هناك صيرورة ،مفادها أن القضية (أ) متلا تتناقض مع القضية/ ب/ وان /ج/ هي تجاوز لهذا التناقض وتركيب لهما .وبالتالي فالقضية ونقيضها تجتمعان في اطار حركة مستمرة.

    لقد فسر هيكل الفكر والواقع انطلاقا من منهجة الجدلي ، اي تلك العملية التي ينمو من خلالها الفكر عن طريق الانتقال من الاطروحة التي نقيضها ثم الى تركيبهما.  

    صاحب النص 

    كيف تحقق الرغبة وعي الذات بداتها ؟ 

    إشكالية النص  

    الذات لاستطيع أن تحقق وعيها بذاتها إلا عن طريق توسط الرغبة.

    الأطروحة

    النفي = يعني الالغاء

    الفكر = نشاط دهني  

    المفاهيم  

    اعتمد هيكل في دراسته لموضوع الرغبة مجموعة من الادوات الحجاجية ابرزها التوضيح والتفسير ، حيت بنتقل من فكرة الى أخرى بشكل منطقي وبتسلسل واضح ، ومن ضمن الالفاظ الذالة على ذلك نجد : يشكل قطعي ، دئما ، مشروطة 

    الحجاج  

     

     خلاصة تركبية :

     ان تحليل هيغل لموضوع الرغبة لايخرج عن الاطار العالم لنطريته الفلسفة ذلك أن الرغبة تعتبر في الوقت داته ووسيله ووسيطة تحقق الذات بمقتضاها وعيها بداتها عن طريق نفي الموضوع الخارجي وبذلك تكون الذات قد أشبعت رغبتها .

    من هذا المنطلق تظل الرغبة متوقفة على وجود موضوع خارجي يتم فيما بعد نفية لكي يتحقق وعي الذات بداتها وبالتالي اشباع الرغبة. فالرغبة ادن لسيت مستقلة عن الذات الواعية مادامت هي التي تساعدها على تحقق وعيها بذاتها عن طريق نفي الموضوع الخارجي والاتحاد بالذات .

    وفي هذا السياق نشير الى الى أن الرغبة تظل دائما مدمرة  للموضوع الذي بنفيه يتحقق وعي الذات بداتها ، لكنها رغبة إيجابية ما دام وعي الذات بذاتها متوقف على نفي الموضوع، لكي تتوحد الذات بنفسها و تعطينا في شكلها الأسمى ما يعرف بالروح.

     المحور: الرغبة و الإدارة

    عنوان النص: هل الرغبة ضد الإرادة

    صاحب النص: جاك لا كان

     

    المحتوى 

    العنصر 

    جاك لاكان 1901-1981- محلل نفسي فرنسي و طبيب للأمراض العقلية، أتر تاثيرا كبيرافي مسار التحليل النفسي حول العالم، و استطاع أن يؤسس مدهبا جديدا في التحليل النفسي يعرف باسمه.

    دعا إلى العودة إلى فرويد وإعادة قراءة المثن الفرويدي و تخليصه مما علق به.

    صاحب النص 

    الرغبة والاراة ، هل لارادة الانسان ووعية سلطة على رغباته؟

     

    الإشكالية  

      لا سلطة للذات الواعية على الرغبة ،لان هذه الأخيرة من طبيعة لاشعورية.

    الأطروحة

    اللاشعور : منطقة نفسية افتراضية تتكون من مجموع الرغبات والميول والخبرات غير المقبولة من طرف الوعي .كما يدل على تلك العوامل التي تؤتر في السلوك الانساني بالرغم من عدم شعور الشخص بها .

    لايخضع اللاشعور لقوانين المنطق وسلطة الارادة وقيود الزمان والمكان ، انه بنية نفسية مستقلة . 

    المفاهيم 

    اعتمد هذا النص في تقديم اطروحته على الدحض والاتبات :

      - دحض القول القاضي بسيطرة الذات على الرغبة .

      - اتنات لاشعورية الرغبة وتحررها من سيطرة الذات .

      - استخدام التلازم : حيتما توجد ...يوجد .

      - التاكيد : وهنا بالضبط

      - التقابل : الشعور / اللاشعور . 

    الحجاج 

     

     

     

     

    خلاصة تركيبية :

     

    يمكننا تحديد الأشكالية العامة لهذا النص في التساؤل عن مدى سلطة الذات على الرغبة ، وقد عالج جاك لاكان هذه الاشكالية بالاستعانة بمفاهيم وفرضيات التحليل النفسي .

    يقول لاكان « حيتما توجد الرغبة يوجد اللاشعور » بهذه العبارة التلازمية يجعل لا كان من الرغبات تابعة للاشعور ، أو من طبيعة لاشعورية . وإذا كانت كذلك فإنها تحمل صفات وخصائص اللاشعور ، هذا الأخير الذي يصفه فرويد بالتمرد على سلطة الذات (الوعي) لكنه يتحكم فيها.

    إذن فالرغبة باعتبارها لاشعورية فهي غير خاضعة لسلطة الذات، إنها تعمل في مناخ مطلق الحرية ، ومفتوح على جميع الامكانات. الأمر الذي يمكنها من الدفع باللذة الى حدودها القصوى،حدود الاستمتاع المطلق . ويتأتي للرغبة تحقيق هذا الأمر عن طريق الأستيهامات التي هي عبارة عن عملية نفسية غير متحكم فيها (لا شعورية) .فالاستيهام هو العصا السحرية التي تحقق الرغبة من خلالها أقصى درجة ممكنة من اللذة .انها نوع من التنفيس الحر على التوترات المكبوتة والمنسية  التي حال الوعي دون بروزنها للسطح واشباعها بطرقة واعية .

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     المحور : الرغبة والسعادة

    عنوان النص : الرغبة والإبتهاج

    صاحب النص : رونيه دكارت

     

    المحتوى  

    العنصر  

    رونيه دكارت (1596-1650 ).

    - فيلسوف فرنسي  رائد الاتجاه العقلاني في الفلسفة ، أشتهر بمنهجه العقلاني في التفكير حيت اعتبر أن كل مشكلة  تقتضي في حلها اتباع الخطوات التالية :

    أ – لانقبل إلاماهو بديهي أي مالايقبل الشك لوضوحه وتميزه       

    ب -  تحليل كل مشكلة تعترضنا إلى عناصرها البسيطة المكونة لها

    ج – تركيب ماتم تحليله ابتداءا من البسيط نحو المعقد إلى الأكثر تعقيدا

    د – مراجعة الخطوات السابقة للتيقن من عدم نسيان عنصرما .

    من أهم أعماله :

      - تأملات ميتافيز يقية

     - مقالة في الطريقة

     - مبادئ الفلسفة

     

    صاحب النص  

        ما علاقة الرغبة بالسعادة؟

    إشكالية النص

     تتعدد الرغبة تتعدد موضوعها، وتتدرج في سلم الأهمية بناءا على غايتها، المتمثلة في ابتهاج النفس. 

    أطروحة النص 

    الابتهاج : حالة نفسية ناتجة عن ما يجلبه موضوع معين للذات من لذة ومتعة .

    الخير : هو ما يجلب المتعة والإفادة أو الذي يحمل قيمة أخلاقية إيجابية.

    الكامل : معناه التمام أي أن الشيء بلغ ما ينبغي أن يكون عليه.

    الحب : ميل نحو ذات معينة تتمتع بخصائص تبعث البهجة في النفس وتميزه عن الآخرين من منظور الذات. 

    المفاهيم الأساسية 

     

     

    خلاصة تركيبية

     

    يتناول ديكارت مشكلة الرغبة و السعادة، استنادا إلى منهجه العقلاني، حسب الخطوات التالية:

    -التمييز بين أنواع متعددة من الرغبات، اعتمادا على موضوع  الرغبة و غايتها. فهناك رغبة في المعرفة، و رغبة في المجد، و رغبة في الانتقام...فهل يمكن المفاضلة بين هذه الرغبات؟

    إن أسمى الرغبات عند ديكارت هي التي تجلب للإنسان شعورا بالسعادة و السرور و المتعة، غير أن هناك رغبات تمتع النفس و تبهجها مثل التمتع بجمال الزهرة،أو جمال الفاكهة و الرغبة في أكلها، إلا أن أرقاها هو رغبة الحب باعتباره ميلا تجاه شخص نفترض كماله مقارنة بالآخرين، و ما يجلبه هذا الإحساس من سعادة.

    و خلاصة القول هي أن الرغبات متعددة بتعدد موضوعها و الغاية منها و معيار التفاضل بينها هو مقدار ما تجلبه للنفس من سعادة.

    قامت أطروحة ديكارت على بنية حجاجية اعتمدت التمييز، حيث ميز بين أنواع الرغبة المتنوعة( الرغبة في المعرفة ، الرغبة في المجد، الرغبة في الانتقام).

    التفسير:إبراز معايير التدرج بين هذه الرغبات أي مقدار ما تحققه من ابتهاج نفسي.

    التركيب: استخلاص أن أسمى تلك الرغبات هي رغبة أساسها الحب.

    المثال: لتوضيح أفكاره أكثر لجأ إلى المثال و غايته هو تقريب المعقول ليدرك عبر المحسوس، فأعطى مثال جمال الزهرة و ما يجلبه من متعة النظر، و جمال الفاكهة،و تحفيز النفس على شهوة الأكل بينما الرغبة الحقة فهي تلك التي تبهج النفس لا الحواس.

     

     

     

     

     

     

    جدادة

     

    عنوان  الدرس: الرغبة

    عنوان النص: لماذا اللذة مبدأ و غاية الحياة السعيدة

    صاحب النص: ابيقور

     

    المحتوى 

    العنصر 

    و لد ابيقور حوالي سنة 341 ق م و توفي حوالي 270 ق م، و هو فيلسوف يوناني أسس المدرسة 311 و استقر فيها و درس الفلسفة. لم يبق من الكتب التي ألقاها سوى شدرات من الحكم و ثلاث رسائل

    أهم ما وصلنا من فلسفته يدور حول المسألة الخلقية.

    و أطروحته الأساسية تتمثل في أن اللذة هي الخير الأسمى و هي غاية الحياة السعيدة، و يتأسس تصور أبيقور للسعادة على تصوره للإنسان باعتباره جسدا و نفسا و بالتالي فأن سعادته تكمن في تحقيق الخير الملائم لطبيعة كليهما، و الخير الملائم لطبيعة النفس هو الطمأنينة. 

    صاحب النص 

    كيف يمكن اعتبار اللذة غاية الحياة السعيدة؟  

    الإشكالية 

    غاية الحياة السعيدة تكمن في تجاوز الاضطرابات و الآلام، و حينها تكون الذات قد حققت سعادتها.

    الأطروحة

    الإضطرابات : الإختلالات

    الآلام: كل ما يعكر صفو الذات و يحول ون تحقيقها لسعادتها. 

    المفاهيم 

    في سياق دراسته لموضوع الرغبة استعمل أبيقور مجموعة من الأدوات الحجاجية،أبرزها:

    التقسيم: حيث قسم الرغبات إلى عدة أنواع

    التبسيط: حيث استعمل أسلوبا واضحا و خاليا من التعقيد

    الشرح و البرهان : و من جملة ذلك نقتا الشرح في السطرالسابع بالإضافة إلى التراب المنطقي بين الأفكار.  

    الحجاج 

     

     

    خلاصة تركيبية

     

    في إطار دراسته لموضوع الرغبة قام ابيقور بتقسيمها إلى أنواع ، فهناك الرغبات الطبيعة في مقابل الرغبات العبثية. و النوع الأول بدوره ينقسم إلى ضروري و طبيعي.

    إن كل اختيار أو رفض لموضوع ما حسب ابيقور يرتبط ارتباطا وتيقا بسلامة البدن و النفس، طالما أن غاية الحياة السعيدة هي تجنب الألم و الإضطرابات و تحقيق اللذة بالبحث عن المزيد.

    من هذا المنطلق نلاحظ أن ابيقور قد ربط سعادة الذات بتجاوز الاضطرابات، و غياب هذه الأخيرة يعني أن الذات ليست في حاجة إلى لذة إضافية لكونها قد وصلت إلى درجة الإشباع، و لن تظهر الحاجة إلى اللذة من جديد إلا بظهور الإضطرابات مرة أخرى.

     

    جدادة

     

    عنوتان الدرس: الرغبة

    المحور: الرغبة و السعادة

    عنوان النص: أبن مسكويه

     

     

     

    المحتوى 

    العنصر 

    أحمد ابن مسكويه 320- 421 فيلسوف عربي أسلامي اهنم بدراسة  الأخلاق و التاريخ من أهم مؤلفاته ًتهذيب الأخلاقً ً و تجارب الأممً و ً الحكمة الخالدةً. 

    صاحب النص 

    هل إشباع اللذات يؤذي إلى السعادة أم إلى الشقاء؟

     

     

    الأطروحة الإشكالية 

    تحقيق اللذات ينحدر بالذات الإنسانية إلى مرتبة البهيمية.  

    الإطروحة 

    الكمال=التمام و الإمتلاء و الإشباع الكامل

    النفس الناطقة: العقل كميزة إنسانية.  

    المفاهيم 

    اعتمد ابن مسكويه من خلال هذا النص مجموعة من الأدوات الحجاجية أبرزها المقارنة الضمنية، فالحديث عن الذات الحسية يفترض وجود اللذات الروحية والرعاع أو العامة في مقابل الخاصة، كما اعتمد الشرح و التوضيح و الأمثلة ، و من جملتها ما ورد في آخر النص، حيث شبه النفس الدنيئة التي تهدف إلى تحقيق اللذات الحسية بالحيونات. 

    الحجاج 

     

     

    خلاصة تركيبية:

     

    يغلب على نظرة ابن مسكويه لموضوع الرغبة الطابع الأخلاقي الذي ورثته عن التعاليم الإسلامية التي نشأ في ظلها و التي تميز في الإنسان بين الروح و الجسد و تعلي من شأن الأولى على حساب الثانية. على اعتبارأن السعاة الحقيقية هي سعادة الروح ما دام الجسد محكوم عليه بالفناء.

    من هذا المنطلق يرى ابن مسكويه أن عامة الناس يتجهون لتحقيق اللذات الحسية باعتبارها تمثل السعادة القصوى و الخير الذي يجب أن يصبو إليه كل فرد، لذلك فهم يرون  أن جميع قوى الإنسان إنما وهبت له لتعينه على تحقيق لذاته الحسية، و أن النفس الناطقة أو العاقلة يقتصر دورها على خدمة تلك اللذات عن طريق ترتيب الأفعال و تميزها، لكن تغليب الشهوات على النفس العاقلة حسب ابن مسكويه، يجعل الإنسان أسير تلك الشهوات التي يتساوى من خلالها مع الحيونات.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    الكفايات النوعية 

    الدرس 

    المجزوءة 

    عدد التلاميذ 

    الفئة المستهدفة 

    المادة

    ü    المناقشة الفلسفية

    ü    القراءة الفلسفية

    ü    الكتابة الفلسفية 

    الرغبة 

    الإنسان 

    38 

    السنة الأولى باكالوريا آداب عصرية 

    الفلسفة 

    الكفايات المستهدفة من الدرس: مناقشة التصورات الفلسفية حول  مفهوم الرغبة

    الكفايات المستعرضة : امتلاك مبادئ الفكر النقدي في مختلف أبعاده، تحقيق التواصل بين أفراد جماعة القسم 

    الغلاف الزمني 

    التقويم 

    الوسائل 

    المضامين والأنشطة الممارسة 

    عناصر الكفاية المستهدفة 

    المقاطع 

    نوعه

    مضمونه

    أنشطة المتعلم

    أنشطة الأستاذ 

    نوعها

    مضمونها

    ســـاعــتــان 

    مرحلي

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    مرحلي 

    أي من العوامل التالية مسؤول عن توجيه الرغبة:

    -   العامل النفسي

    -   العامل الاجتماعي

    -   العامل العقلي

    علل جوابك.

     

    المقارنة بين الأساليب الحجاجية الموظفة في كل من نص ميلاني كلاين ونص أفلاطون.

    المعاجم: لسان العرب، روبير

    لا لانذ

     السبورة

    الأنترنيت

    الكتاب المدرسي ص 28، ص 29 

    دقيقة

    دقيقة 

    بنينة

     

    دقيقة

    دقيقة

     

    دقيقة

     

    دقيقة

     

    دقيقة

     

    بنينة

    إدماج 

    يعرف مفهوم الحاجة.

     يعرف مفهوم الرغبة

    يقارن بين مفهومي الرغبة والحاجة على المستوى المعجمي.

    طرح إشكال المحور.

    يستخلص موقف ميلاني كلاين من العلاقة بين الرغبة ولحاجة.

    يستخلص موقف أفلاطون من العلاقة بين العقل والرغبة.

    يستخلص موقف رالف لينتون من العلاقة بين المجتمع والرغبة.

    استخراج البنية الحجاجية لنص ميلاني كلاين.

    يقارن بين المواقف المستخلصة.

    يصوغ خلاصة حول إشكالات وقضايا المحور. 

    الاشتغال على تمثلاث التلاميذ حول مفهوم الحاجة والرغبة.

    تنظيم الحوار بين التلاميذ.

    دعوة التلاميذ إلى تعريف كل من الرغبة والحاجة انطلاقا من المعاجم.

    دعوة التلاميذ إلى كتابة التعريفات على السبورة.

    دعوة التلاميذ إلى استحضار تعريف الشعور واللاشعور (درس الوعي واللاوعي).

    دعوة التلاميذ إلى كتابة الخلاصات على السبورة. 

    استخرج أطروحات

    تحليل كل أطروحة

    مناقشة

    استخراج الحجاج

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    الــرغــــبـة والــحــاجــة  

                               

    الجذاذة العامة للدرس 

    توجيه التلاميذ إلى البحث عن الدلالة المعجمية لمفهومي الرغبة والحاجة في كل من معجم لسان العرب وروبير ولالاند. 

    الإعداد القبلي للدرس من طرف التلاميذ

     

     

     

     

    kjj

    الغلاف الزمني 

    التقويم 

    الوسائل 

    المضامين والأنشطة الممارسة 

    عناصر الكفاية المستهدفة 

    المقاطع 

    نوعه

    مضمونه

    أنشطة المتعلم

    أنشطة الأستاذ 

    نوعها

    مضمونها

    ســـاعــتــان 

    مرحلي

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    تحضير منزلي: أكتب نصا إنشائيا من 10 سطرا تناقش فيه علاقة الرغبة بالإرادة. ( هل الرغبة هي دائما تعبير عن الإرادة) مستخدما بنية حجاجية قائمة على الدحض والإثبات.

    المعاجم: لسان العرب، روبير

    لا لانذ

     السبورة

    الانترنيت

    الكتاب المدرسي ص 32. 

    دقيقة

    دقيقة 

    بنينة

     

    دقيقة

    دقيقة

     

    دقيقة

     

    دقيقة

     

     

    يعرف مفهوم الإرادة.

     يعرف مفهوم الوعي.

    يقارن بين مفهومي الرغبة والإرادة على المستوى المعجمي.

    طرح إشكال المحور.

    يستخلص موقف باروخ سبينوزا من العلاقة بين الرغبة والإرادة.

    استخراج المفاهيم الأساسية الموظفة في نص سبينوزا.

    استخرج الأساليب الحجاجية الموظفة في نص سبينوزا

    صياغة خلاصة عن موقف سبينوزا من الرغبة ومناقشتها.

     

    الاشتغال على تمثلاث التلاميذ حول مفهوم الإرادة

    تنظيم الحوار بين التلاميذ.

    دعوة التلاميذ إلى تعريف الإرادة انطلاقا من المعاجم.

    استحضار تعريف الرغبة.

    دعوة التلاميذ إلى كتابة التعريفات على السبورة.

    دعوة التلاميذ إلى كتابة الخلاصات على السبورة. 

    استخرج أطروحات

    تحليل كل أطروحة

    مناقشة

    استخراج الحجاج

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    الــرغــــبـة والإرادة 

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

      المقاطع

     

    عناصر الكفاية الخاصة

     

         المضمامين والأنشطة 

     

     

      الوسائل

     

            التقويم

      الزمن

         

                       أنشطة الأستاذ

      أنشطة المتعلم

     

     مضمونه

     

     نوعه

        مضمونها

      نوعها

    الرغبة والسعادة 

    - إستخراج إشكالات نصوص كل من ديكارت, أبيقور إبن ميسكويه.

    - تحليل الأطروحات الثلاث

     و مناقشتها

      - يطلب من التلاميذ  تعريف السعادة.

      - يطلب من التلميذ قراءة نص ديكارت.

      - يدعو التلاميذ إلى جرد المفاهيم و شرحها.

      - يدعوا التلاميذ إلى إستحراج الأطروحات و إشكالات النصوص.

      - يستدعي أحد التلاميذ لتسجيل إحدى الأطروحات على السبورة.

      - يدعو التلاميذ إلى صياغة خلاصة تركيبية.

    -  إستخراج إشكال و أطروحة كل نص على حدة ( ديكارت, أبيقور, إبن ميسكويه).

    - يعرف مفهوم السعادة .

    يستخلص موقف ديكارت من  النص و كذلك أبيقور  و إبن ميسكويه.

    - يقارن بين المواقف المستخلصة.

    - يصوغ خلاصة تركيبية.

    - الإشتغال على وضعية مشكلة في نهاية الدرس

    تعلمات دقيقة

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    بنينة

     

     

    بنينة

     

     

     الإدماج

     المعجم الفلسفي

     

    أنترنيت

     

     الكتاب المدرسي

     

    الوضعية المشكلة

     

    السبورة

     خلاصة تركيبية للدرس ككل.

    تشخيصي

    تكويني

    إجمالي

    2 ساعة

     

     

     

     

     

     

      

     

     

     

     


    [1] -ابن منظور: " لسان العرب" المجلد الأول، دار صادر بيروتـ الطبعة  الثالثة، 1994 (ص: 422-423).

    [2] - تحرير جون ستروك، البنيوية وما بعدها من ليفي شتراوس إلى دريدا، ترجمة محمد عصفور. ص: 183/184، عالم المعرفة العدد 206.

    [3] -محمد سيلا، عبد السلام بنعبد العالي، الفلسفة الحديثة نضول إفريقيا الشرق، 2001، ص: 100.

    [4] -مقرر الفلسفة: الفكر الإسلامي والفلسفة، السنة الثالثة الثانوية، الشعبة الأدبية، دار النشر المعرفة، طبعة 1996-1997.

    « في نشـــأة الفـلســـفةالدرس الفلسفي بالمغرب: وضعه ورهاناته. »

  • تعليقات

    1
    ji
    الثلاثاء 29 ديسمبر 2015 في 16:57

    jub

    • الإسم / المستخدم:

      البريدالإلكتروني (اختياري)

      موقعك (اختياري)

      تعليق


    2
    kawtare
    الخميس 4 فبراير 2016 في 21:09

    شكرا cool

    3
    الجمعة 6 يناير 2017 في 20:52
    4
    Amina
    الثلاثاء 18 ماي 2021 في 10:43
    شكرا
    الدرس كان مفصلا و ممتازا
    Suivre le flux RSS des commentaires


    إظافة تعليق

    الإسم / المستخدم:

    البريدالإلكتروني (اختياري)

    موقعك (اختياري)

    تعليق