-
النص الفلسفي
تحليل ومناقشة نص فلسفي
د. أحمد الفراك
النص الفلسفي هو مجموعة من الأفكار الـمُرتَّبة والأحكام الـمُدَللة (تستند إلى أدلة) تُعبر عن موقف فلسفي واحد من قضية أو إشكالية فلسفية محددة. أي أن النصَّ هو جوابٌ احتمالي عن سؤالٍ ضمني أو صريح.
ومعالجة النص تحليلا ومناقشة تتطلب احترام المراحل الآتية:
المقدمة
تتكون المقدمة من تمهيدٍ مناسب يحدِّد الإطار العام للنص، أي المجزوءة التي يتأطر داخلها النص (الوضع البشري، المعرفة، السياسة، الأخلاق) والموضوع (الشخص، الغير،...) الذي يتحدث عنه النص، ويستشكل الدعوى التي يحملها بطرح سؤال أو أسئلة يجيب عنها النص. لأن المطلوب في هذه اللحظة من الإنشاء هو فهم النص وتأطيره في سياقه المعرفي، لذلك تسمى المقدمة بـمَطلب الفهم.
التحليل:
نبدأ باستخراج أطروحة النص الأساسية أي ماذا يقول النص باختصار، ثم الانتقال إلى تحليل النص، ويتوقف التحليل على شرح وتفسير وتبليغ مقصِد صاحب النص من كلامه بتفسيرِ موقفه وشرحه شرحاً مُفصلاً ومُدللاً وسليما (لغويا ومنطقيا)، وتتبع نسقيته فكرةً فكرة وفقرةً فقرة، والحرص على استعمال مفاهيمه وحُججه، فهي التي تحمل معانيه وتُبين مقاصده. ويستحسن توظيف الاستشهاد من داخل النص، وينبغي أن يكون هذا الاستشهاد أمينا لا زيادة فيه ولا نقصان، ومُوجَزا دون تكرار معظم النص، ومُناسباً يحفظ للإنشاء اتساقه ومنطقه. ففي التحليل نركز جهودنا على التفكير مع النص تبياناً له دون الاعتراض عليه، أي استنطاق النص حسب تعبير الفيلسوف هانز جورج غادامير.
ونختم التحليل بخلاصة استنتاجية لموقف صاحب النص. ويمكن أن نضيف سؤالا يفتحنا على المناقشة.
المناقشة
بعد الانتهاء من تحليل النص نبيِّن قيمته وحدوده، وذلك بتجاوز أطروحته إلى أطروحات فلسفية أخرى مؤيدة توافقه ونقدية تخالفه، والتي تضفي على الإنشاء التكامل والعُمق في تناول الإشكال المطروح. أي أننا ننتقل من التفكير مع النص (كما في التحليل) إلى التفكير في النص والنظر في موقفه وحِجاجه من زوايا نقدية مختلفة. ونختم المناقشة بخلاصة للمواقف المخالفة.
الخاتمة
تكون خلاصة تركيبية تجمع بين المواقف، أو تنحاز إلى أحدها باعتبار قوة حُججه، أو تكون مُتسائلة ومفتوحة تزيد الإشكال عُمقا. مع التزام الدقة في التعبير والفهم والنقد.
--------------------------------
بريد التواصل elfarrak@gmail.com
-
تعليقات
2أسية لوليديالخميس 26 ماي 2016 في 21:56جزاكم الله خيرا و بارك في جهودكم و نفع بكم الأمة
-
الإثنين 3 أكتوبر 2016 في 17:01
-
3زهير قوتالالأربعاء 24 ماي 2017 في 22:37
إظافة تعليق
العفو أختي كوثر